بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه ثم أما بعد : فإخوتي وأخواتي في الله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله مُقدمة :: إخوة الدين والعقيدة للأسف الشديد أنّ بعضَ من ينتسب إلى الإسلام ـ وقد يُنسَب إلى العلم أحيانًا ـ تساهلوا في أمور المحرّمات وتجرّؤوا على الله، فأحلّوا ما حرّم الله، واحتالوا على الحرام بأمورٍ كثيرة، احتالوا على تحليلِ الحرام وتعطيلِ الحرام بأمور عِدّة وأساليبَ مختلفة، كلّ ذلك حِيَلٌ لتحليل ما حرّم الله. وذمّ الله مَن انخدَعوا بما يقوله عابدٌ أو عالم بغير هدًى، قال تعالى: ٱتَّخَذُواْ أَحْبَـٰرَهُمْ وَرُهْبَـٰنَهُمْ أَرْبَابًا مّن دُونِ ٱللَّهِ [التوبة:31]، قال عدي بن حاتم: يا رسول الله، ليسوا يعبدونهم!! قال: ((أليس يحِلّون لهم الحرام فيطيعونهم ويحرّمون عليهم الحلالَ فيطيعونهم؟ فتلك عبادتهم لهم) . حسنه الألباني في سنن الترمذي وقد ذمّ محمّد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم من احتال على تحليل محرّمات لمّا قال: ((إنّ الله حرّم بيعَ الميتة والخمر والخنزير والأصنام))، قالوا: يا رسول الله، أرأيتَ شحومَ الميتة يطلَى بها السّفن ويستصبِح بها الناس؟ قال: ((هي حرام))، ثم قال: ((قاتل الله اليهود، إنّ الله لما حرّم عليهم الشحومَ أذابوه [وباعوه] فأكلوا ثمنه)). البخاري ومسلم. إذًا أيّها المسلم أولئك الذين يجرؤون على تحليل محرّمات وترويج تحليلها بدعوَى التّيسير على الناس أحيانًا، ودعوى سماحةِ الشريعة كما يزعمون، سماحةٌ للشريعة عطّلوا بها الواجبات، واستحلّوا بها المحرّمات، وعمدوا إلى آراء مهجورة وأقوالٍ شاذّة، قد يعذَر فيها قائلها لجهلِه بالدليل أو عدم بلوغ الحجة، ولكن لا يعذَر بها مَن عنده عِلم ومعرفة واطّلع على كتابِ الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم. فمالي أرى أناس منهم يقولون: هذا القرنُ العشرين، أو نحن على بوادئ القرنِ الحادي والعشرين، فلماذا نلتزم بحرامٍ وحلال؟ ولماذا نلتزم بشرع ودين؟ تلك ـ كما يقولون ـ تراث سابق مضى وانقضى، ويجب أن نسعَى ونتقدّم، فنحلّل ونحرّم بآرائنا وأهوائنا، وأن لا نتقيّد بشرعٍ ولا دين. تلك مقالةٌ ضالّة، لو يَتَصوَّر قائلها ماذا جنى على نفسه ودينه لتصوّر هذا الأمر. إخوتي في الله هذه كلمة نقولها - لله إنّ شرعَ الله كما صلح به قومُ محمّد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فهو الذي تصلح به القرونُ المتتابعة ولن يصلح آخرَ هذه الأمّة إلا ما أصلح أوَّلَها فصلاحنا واستقامةُ حالنا إنّما هو بما صلح به أوائلُنا من لدُن محمّد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وصحابته الكرام والتابعين لهم بإحسان، إيمانًا جازِمًا بأنّ اللهَ حكيم عليم فيما أباح وفيما حرّم وأنّ هذا شرعُه الذي بعث به محمّدًا صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ولن يقبل من أحدٍ دينا إلا إذا كان متمسّكًا بهذه الشريعة، عاملاً بها، منفِّذًا لأوامرها، مبتعدًا عن نواهيها معتقدًا الاعتقادَ الجازم أنّ شرعَ الله هو الصّالح والمصلح، وهو الهادي لكلّ خير ومن حاد عنه وغيّر وبدّل فإنّما جنى على نفسه. كانت تلك مقدمة لما هو آت بإذن الله موضوعنا بإذن الله سيكون بعنوان ::: مالي أرى أناس يقولون كذا وكذا * دون وضع إختلاف العلماء بل سنكون مركزين آخذين بالأحوط بإذن الله نضعها لله * ردا على أولئك الذين يظنون ويفترون ويحسبون أنهم يحسنون صنعا * لن نذكر قائل تلك الشبهات ولا التجريح فيه سواء أكان عالما أم لا * لن يكون الرد لي بل ردود علماؤنا الربانيين المشهود لهم بذلك * لن أتكلم عن أباطيل وأقوال الزور والبهتان لليهود والنصارى حتى لا أفتح باب فتنه لقلوب ضعيفه فأكون سببا في تشتت وإضطراب عقيدتهم * سنركز فى الرد على من ينتسب للاسلام دون التعصب لأحد أو مع أحد ضد أحد بل تحت راية الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة * لن نجامل في دين الله احد * لن ندخل في جدال ولا خلاف وقلنا سنأخذ بالأحوط بإذن الله * ستأخذ الشبهة بإذن الله عنوان : مالي أرى أناس يقولون ...... ملحوظة : من أراد أن يشاركنا فليرسل لي على الخاص ما يريد المشاركة به لمراجعته مع المشرفين – حفظهم الله – ولا يسمح لأحد بعرض شبهة دون الرجوع لنا وهذا لله بارك ربي فيكم وحفظكم نسأل الله لنا ولكم الثباتَ على الحقّ والاستقامة على الهدى، وأن يجعلنا ممّن عمل بالقرآن فأحلّ حلاله وحرّم حرامه وعمل بمحكمه وآمن بمتشابهه وتلاه حقَّ تلاوته. اللهمّ اجعلنا ممّن يحلّ حلاله ويحرمّ حرامه ويعمل بمحكمه ويؤمن بمتشابهه.
اللهمّ اجعلنا ممّن يقيم حدودَه، ولا تجعلنا ممّن يقيم حروفَه ويضيِّع حدودَه. اللهمّ ثبّتنا على القرآن، وأمِتنا على العمَل به واتّباعه، إنّك على كلّ شيء قدير، ولا تزِغ قلوبَنا بعد إذ هدَيتنا، وهَب لنا من لدُنك رحمةً إنّك أنت الوهّاب. يتبع بإذن الله ب ....................... مالي أرى أناس يقولون رب يسر وأعن وتمم بخير يا كريم
|